حقق منتخب المكسيك مفاجأة كبيرة اليوم بالفوز على ألمانيا في افتتاح مباريات المنتخبين بكأس العالم، خاصة أن المنتخب الألماني كان حامل لقب النسخة الماضية.
وقدم المنتخب المكسيكي مباراة رائعة، وتحديدًا في الشوط الاول، والذي وصل إلى مرمى ألمانيا أكثر من مرة، وكان قريب من إحراز أكثر من هدف ولكن هجوم المنتخب المكسيكي فشل في هز شباك نوير سوى مرة واحدة كانت كفيلة بحصد الثلاث نقاط.
المكسيك قدم مباراة رائعة على المستوى التكتيكي وتمكن من استغلال نقاط ضعف ألمانيا، والتي ظهرت العديد من الثغرات على المستوى الدفاعي تحديدًا، مع تألق دفاع المكسيك وحارس مرماه أوتشوا في الدفاع عن مرماه.
وفي التقرير التالي نرصد أهم النقاط التكتيكية في المباراة التي تعتبر أول مفاجآت كأس العالم:
الاستعانة بخطة ريـال مدريد:
دخل المنتخبين المباراة بنفس الطريقة وهي 4-2-3-1، ولكن التنفيذ في الملعب كان مختلف وتحديدًا من المنتخب المكسيكي، الذي استفاد بطريقة مواجهة ريـال مدريد لبايرن ميونخ في السنوات الماضية.
فدائمًا ما كان ريـال مدريد يعتمد أمام الفريق البافاري، على ترك الاستحواذ للبايرن، والاعتماد على الهجمات المرتدة، واستغلال بطء الدفاع في التغطية، مع استغلال سرعة ريـال مدريد في الانتقال السريع من الدفاع للهجوم.
وهو ما نفذه منتخب المكسيك اليوم، عن طريق ترك الاستحواذ لألمانيا (وهو كان الشيء المتوقع)، والتركيز بقوة في الهجمات المرتدة واستغلال بطء الدفاع و وسط الملعب.
بالإضافة إلى التفاهم الكبير بين رباعي الهجوم المكسيكي وهم لوزانو وكارلوس فيلا ولايون مع المهاجم خافيير هيرنانديز تشيتشاريتو، حيث تمكنوا من إرباك دفاعات ألمانيا بالسرعة الكبيرة في نقل الهجمة، واللامركزية بينهم.
بطء الدفاع وضعف وسط الملعب:
كما هو الحال في بايرن ميونخ، كان الاعتماد على الثنائي بواتينج وهوميلز كقلبي دفاع لمنتخب ألمانيا، وهو ما جعل نفس العيوب تظهر تقريبًا في بايرن وألمانيا، وهو البطء الشديد للثنائي في التغطية الدفاعية.
لا يمكن أن ينكر احد إمكانيات الثنائي الدفاعية، ولكن عندما يتعلق الأمر بمواجهة هجوم سريع جدًا ومتفاهم تصبح الأمور صعبة عليهم في التغطية، وتحديدًا في ظل اعتماد ألمانيا على الهجوم طوال المباراة.
ما زاد الأمور سوءًا هو إنهيار بلاتينهاردت في الجبهة اليسري، بالإضافة إلى انخفاض مستوى كيميتش على الجبهة الدفاعية، وهو ما استغلته المكسيك جيدًا عن طريق لوزانو، وزاد الأمور صعوبة على الثنائي بواتينج وهوميلز.
واستمر معاناة المنتخب الألماني في وسط الملعب، حيث ظهر الضعف الكبير على كروس وسامي خضيرة، وعدم تمكنهم من الضغط على منتخب المكسيك، ومنع الهجمة المرتدة للمكسيك، وبالتالي كان وصول المكسيك لمرمى ومنطقة جزاء ألمانيا سهل بشكل واضح.
الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمر الأمور بأن الثنائي توقفا عن بناء الهجمة من الدفاع للهجوم، وكان العبء على أوزيل المختفي ومولر ودراكسلر، ومع نزول رويس وبراندت ازداد الضغط الألماني، ولكن دون فائدة.
الحلول الأخيرة:
اعتمد يواكيم مدرب ألمانيا في الشوط الثاني على سحب بلاتينهاردت والاعتماد على ثلاث مدافعين وهم بواتينج وهوميلز وكيميتش، واستمرار الأخيرة في المساندة الهجومية، وهو ما صعب الأمور أكثر على بواتينج وهوميلز في هجمات المكسيك المرتدة في الشوط الثاني.
حتى مع خروج سامي خضيرة وأصبح العبء الدفاعي على كروس فقط في وسط الملعب، أصبحت الأمور أسهل للمكسيك في الوصول لمرمى نوير، وعانت ألمانيا من عدم إيجاد الحلول في وسط الملعب تحديدًا من أجل إيقاف الهجمات المرتدة، وهي النقطة التي سيستغلها أي فريق خصم أمام ألمانيا.
سوء اختيارات يواكيم لوف:
هاجم الجميع يواكيم لوف على عدم اختياره لوري ساني في قائمة كأس العالم، وذلك بحجة أن اللاعب لا يقدم الواجبات المطلوبة منه، ولا يخدم طريقة لعب المنتخب الألماني.
ولكن في مباراة المكسيك وتحديدًا آخر ربع ساعة من المباراة، ظهرت أهمية لوري ساني في ألمانيا، حيث دفع لوف برويس وبراندت من أجل فتح الملعب وإخراج المكسيك من تكتلها الدفاعي.
ولكن فشل رويس وبراندت في ذلك، وكان الأفضل هو وجود ساني، لأنه أفضل من كل أجنحة منتخب ألمانيا في اللعب على خط الملعب، وهو ما يفتح المساحات خلف المدافعين، بالإضافة إلى سرعته الكبيرة ومهارته، وبالتالي كان من الممكن ألا يكون عنصر أساسي في منتخب ألمانيا ولكنه كان سيحتاج له في مثل هذه المواقف.
اقرأ أيضا
عيش المونديال| مدرب تونس قبل "مواجهة إنجلترا": قادرون على صنع التاريخ