في كل دولة حول أنحاء العالم، يتواجد فريقان على الأقل، يتنافسان على "زعامة" البطولات والألقاب المحلية.
ودائمًا واحد من هذين الفريقين، يدعي "المظلومية"، ويقدم دلائل على أن منافسه، يحظى بدعم خاص على المستوى الإداري والمالي والتحكيمي.
وأكبر مثال على ذلك، ما يحدث في إسبانيا، بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، واللذان يسيطران على البطولات في دولتهما.
ودائمًا ما يتهم برشلونة، نظيره ريال مدريد، بالحصول على دعم "خاص" من الاتحاد الإسباني لكرة القدم بصفة عامة، والتحكيم خصوصًا.
* دوري السوبر الأوروبي..
وعلى الرغم من هذه الاتهامات، استيقظ العالم على خبرًا مفاجئًا، بإعلان برشلونة، الانضمام إلى دوري السوبر الأوروبي.
ودوري السوبر الأوروبي، فكرة من فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد، والذي اتفق مع 12 ناديًا كبيرًا عبر العالم، على تأسيس بطولة مستقلة عن الاتحاد القاري.
ووفقًا لنظام البطولة، والتي من المقرر انطلاقها في أغسطس القادم، سيشارك 20 ناديًا، سيتم تقسيمهم على مجموعتين، بحيث تضم كل واحدة 10 فرق، يتأهل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى إلى ربع النهائي، بينما يخوض الرابع والخامس في كل مجموعة، ملحق فيما بينهم، للتأهل إلى نفس الدور.
وسيكون بيريز بنفسه، هو رئيس مجلس إدارة بطولة السوبر الأوروبي، والتي ستنعش خزينة الأندية المشاركة، بأكثر من 4 مليارات يورو تقريبًا.
- إذًا.. ما هي المشكلة في انضمام برشلونة إلى دوري السوبر الأوروبي؟
صحف العالم، سخرت من برشلونة، بعد انضمامه إلى بطولة، رئيس مجلس إدارتها، هو فلورنتينو بيريز.
وقالت الصحف في هذا الشأن، إن برشلونة، بقيادة رئيسه خوان لابورتا، لن يكون له عين بعد الآن، بانتقاد التحكيم، أو اتهامه بالانحياز إلى ريال مدريد.
وشددت على أن برشلونة، سيكون "تابع" لأوامر رئيس ريال مدريد، والذي يتحكم في كرة القدم العالمية حاليًا.
* سيناريو المملكة التخيلي..
المثير في الأمر، أن انضمام برشلونة، إلى دوري السوبر الأوروبي، ليس حبًا أو اقتناعًا بالبطولة، ولكن للحاجة الماسة إلى الأموال الناتجة عنها.
وبرشلونة يُعاني حاليًا من ديون، وصلت إلى أكثر من مليار يورو، وبعد انضمامه إلى دوري السوبر الأوروبي، سيحصل على دعم فوري بقيمة 450 مليون يورو، أي أنه يستطيع التخلص من الكارثة التي تهدد مستقبله، والمتمثلة في "الديون".
وبالانتقال إلى المملكة العربية السعودية، نجد النصراويين، دائمًا ما يتهمون الهلال، بـ"الحصول على دعم مالي وتحكيمي خاص".
ولكن، ماذا لو ألزمت الحاجة مستقبلًا لتعاون ثنائي بين الهلال والنصر على الطريقة الأوروبية؟.. وهل يخضع العالمي إلى الزعيم للأبد؟
في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي تمر بها جميع أندية السعودية، في الوقت الحالي، خاصة النصر، قد يحدث تعاون واتفاق تاريخي، بين مسئولي هذه الأندية، مثلما حدث في الفترة من 2017 إلى 2018، من خلال "وثيقة الشرف".
وهذه الوثيقة، والتي قيل إنها كانت بمبادرة هلالية، ألزمت جميع الأندية، بعدم الدخول في مفاوضات مع نجوم الفرق الأخرى، حتى ولو دخلوا في الفترة الحرة، لمنع المزايدات المالية.
وفي البداية، وافق نادي النصر، على هذه المبادرة، ولكن عندما وصل سعود آل سويلم، إلى رئاسة مجلس إدارة العالمي، رفض هذه المبادرة، ليُعلن الخروج منها نهائيًا.
وبالتالي، فليس من المستبعد، أن تكون هناك مستقبلًا، مبادرة هلالية جديدة، برئاسة فهد بن نافل، يوافق عليها مسلي آل معمر، رئيس مجلس إدارة نادي النصرن مجبرًا لعدم تكرار الظروف الاقتصادية الكارثية التي ضربت النادي.
وفي حال وافقت إدارة النصر، على أي مبادرة هلالية، فأنها قد تجد نفسها مثل برشلونة، لا تستطيع اتهام المنافس المباشر، بالحصول على دعم خاص، لأنه في النهاية سيكون "تابع" له.
وبالفعل، النصر لم يستطع "فضح" بعض المجاملات التي تقدم إلى الهلال، إلا بعد الخروج من "وثيقة الشرف"، حيث تحرر من القيود، تحت رئاسة "الشامخ".
اقرأ أيضا