ساعات قليلة ونودع كأس العالم بالمباراة النهائية التي ستجمع فرنسا مع كرواتيا على ملعب "لوجنيكي" بالعاصمة "موسكو" ليظهر بطل النسخة 21 للبطولة الأعرق والأشهر حول العالم.
هذه المونديال الذي أعطانا وجبة كروية ستظل عالقة في أذهاننا لمدة 4 سنوات قادمة حتى تأتي نسخة 2022، بخياريان إما أن نجدد ذكرانا مع بطولة ومتعة جديدة أو نترحم على نسخة روسيا 2018.
وصنف البعض كأس العالم في نسخة العام الجاري على أنها من أفضل النسخ التي لعبت في تاريخ المونديال إن لم تكن الأفضل لدى البعض، وفي هذا التقرير نستعرض لماذا تصنف شريحة كبيرة هذه البطولة أنها الأفضل..
المباراة السلبية
متعة كرة القدم وغذاء العقل الكروي هو الأهداف، ولا يقبل أي مشجع أن تنتهي مباراة يتابعها بالنتيجة السلبية 0/0، وهو ما لم تقدمه بطولة روسيا إلا في مباراة واحدة جمعت بين فرنسا، والدانمارك في ختام مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول.
مباراة وحيدة سلبية في البطولة لم تعكر صفو متعة الجماهير بالمسابقة التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة كل 4 أعوام، لذلك استقبلت الجماهير وجبة كروية دسمة جعلت البعض يتخلى عن بطولاته المفضلة سواء الدوري الإنجليزي أو الإسباني ويتمنى ألا ينتهي المونديال ليواصل متعته التي افتقدناها على مدار بطولات كثيرة ماضية لم تكن حاضرة بمثل هذه الإثارة والمتعة.
بطولة المفاجآت
مونديال روسيا قدم للعالم أسماء جديدة في عالم الكبار بسبب المفاجآت الكبيرة التي شهدتها البطولة، ويكفي أن نقول أن حامل لقب كأس العالم ألمانيا خرج من الدور الأول، وردا على من سيقول أنها ليست المرة الأولى نقول له نعم لكن الخسارة من كوريا الجنوبية بهدفين دور رد في واحدة من أكبر كوارث الكرة الألمانية في التاريخ.
ليست هذه الكارثة فحسب بل كان هناك الكثير من النتائج المفاجأة في البطولة، سواء بخسارة الأرجنتين من كرواتيا بثلاثية نظيفة، أو وداع إسبانيا أمام روسيا.
أما بالنسبة للمفاجآت السعيدة هي الظهور المشرف والممتع لمعظم منتخبات البطولة، فالمسابقة شهدت مباريات هجومية رائعة، وتخلص أكثر منتخباتها من التحفظ الدفاعي مما جعلنا نرى مباريات ممتعة كثيرة.
الظلم التحكيمي
مونديال روسيا سيظل محفورا في التاريخ لأنه أول بطولة تشهد تطبيق تقنية حكم الفيديو، هذا الأمر ساعد كثيرا في الحد من ظاهرة الظلم التحكيمي أو القرارات الخاطئة رغم أنه لم يمنعها تماما لكنه ساهم كثيرا في إعطاء كل ذي حق حقه مما ساهم في زيادة متعة البطولة.
دراما اللحظات الأخيرة
لن تجد في أي بطولة عدد الأهداف التي سجلت بعد الدقيقة 80 مثل مونديال روسيا الذي اشتهر بالدراما وإثارة اللحظات الأخيرة، وكان أشهر هذه الأهداف رأسية الكولومبي ياري مينا في إنجلترا في الدور ثمن النهائي الذي تعادل به لمنتخب بلاده في الدقيقة 93 لتذهب المباراة للأوقات الإضافية وركلات الترجيح بالإضافة إلى هدف كوتينيو الذي أنقذ البرازيل من الخروج من الدور الأول لكأس العالم في شباك صربيا.
الشغب الجماهيري
لم نسمع أو نقرأ عن حادثة شغب جماهيري في المدرجات أو اشتباكات بين المشجعين في المدرجات مما يدل على أن التنظيم أولى أهمية كبيرة للأمن، ومنع آفة البطولات الكبرى وهي الشغب الجماهيري مما أخرج المسابقة بشكل راقي ورائع.
اختفاء ظاهرة منتخب النجم الواحد
الظاهرة الأبرز في هذه النسخة من المونديال هي اختفاء المنتخبات التي كانت تعتمد على النجم الأوحد في كل بطولة لإنهاء مبارياتها، فبنظرة فاحصة على منتخبات الدور نصف النهائي من السابقة ستجد أنها فرق تعتمد على الجماعية في الأداء، وإذا اختارت لاعبا ليكون نجم لأي منتخب من هؤلاء الفرق ستجد أن الجماعية هي النجم الأول في كل المباريات، ولا شك أن الجماعية هي المتعة الأولى في كرة القدم أكثر من الفردية في الأداء.
اقرأ أيضا
عيش المونديال| بعد غياب 24 سنة.. هل يعيد ثلاثي كرواتيا وفرنسا "أسطورة روماريو"؟