لم ولن ينسى جمهور الكرة السعودية والعربية والأسيوية بصفة عامة وجمهور نادي الإتحاد بصفة خاصة لقب دوري أبطال آسيا عام 2004 الذي حصده العميد بعد ماراثون تاريخي إستحق معه الإتحاد الصعود إلى منصّة التتويج الأسيوية للمرة الأولى.
وجاء تتويج الاتحاد بلقب البطولة الأسيوية بعدما تغلب في إياب الدور النهائي على سيونغنام ايلهوا الكوري الجنوبية 5-0 في سيونغنام، ليقلب الطاولة عقب خسارته ذهاباً 1-3 في جدة.
الكرواتي دراغان تالاجيتش كان يشغل منصب المدرب المساعد لفريق الإتحاد برفقة مواطنه توميسلاف ايفيتش المدير الفني قبل أن تتخذ إدارة الإتحاد قراراً هاماً بإقالة المدير الفني وتعيين مساعده عقب الخسارة في ذهاب نهائي البطولة البطولة بثلاثة أهداف لهدف.
الإتحاد كان قد تصّدر في الدور الأول المجموعة التي ضمت سيباهان الإيراني والعربي الكويتي ونيفتشي الأوزبكي، ثم تغلب في ربع النهائي على داليان شيد الصيني.
وفي الدوري قبل النهائي فاز الاتحاد على تشونبوك هيونداي موتورز 2-1 ذهاباً في جدة، في حين تعادل الفريقين إياباً 2-2 في جيونجو ليضرب عميد الأندية السعودية موعداً في المباراة النهائية مع سيونغنام ايلهوا تشونما الكوري والذي تجاوز باختاكور الأوزبكي في قبل النهائي.في الدور النهائي فاز سيونغنام ذهاباً 3-1 في جدة، بفضل أهداف دينيس لاكتيونوف وكيم دو-هون وجانغ هاك-يونغ، في حين أحرز رضا تكر هدف الاتحاد الوحيد.
وبعد هذه الخسارة قررت إدارة الاتحاد إقالة المدير الفني ايفيتش، وتعيين مساعده تالاجيتش بدلاً منه.
تالاجيتش تحدث منذ فترة عن هذا البطولة ، قائلاً : كنت في البداية مساعداً لمواطني توميسلاف ايفيتش،عملنا سوياً ثمانية أشهر وقد تعلمت منه الكثير ، وكنت أعرف كل شيء عن اللاعبين.
وتابع تالاجيتش : قبل مباراة الذهاب في نهائي البطولة عرضت على أيفيتش مساعدته في التشكيل لكنه لم يثق بي، وعندما قمت بترشيح عدد كبير من اللاعبين الجاهزين لخوض مباراة الذهاب رفض إيفتيش الإستجابة لنصيحتي فخسرنا بثلاثية في جدة وهذا أمر غريب لأن المدير الفني رفض الإستعانة بالمهاجم مرزوق العتيبي، الذي كان هداف كأس القارات 1999، رغم أنه كان سجل خمسة أهداف قبل الدور النهائي.
وتابع تالاجيتش : بعدما توليت المسئولية قبل أيام من لقاء العودة قررت نقل الفريق من الأجواء الحارة في جدة إلى الأجواء الباردة في العاصمة الكورية سيول وحاولت اللعب عل العامل النفسي للاعبي الإتحاد خاصة وأنهم أًصحاب خبرات عالية ومهارات خاصة كنت أثق فيها جيداً.
وأضاف تالاجيتش: انتقلنا من درجة حرارة 30-34 مئوية في جدة إلى سيول حيث كانت درجة الحرارة -2، وكان شهر رمضان في ذلك الوقت حيث لم يكن اللاعبون يأكلون أو يشربون شيئاً خلال النهار، كان من الصعب التدرب، ولكن في ذلك الوقت كان لدى الاتحاد لاعبين رائعين ضمن المنتخب الوطني السعودي إلى جانب اللاعب البرازيلي الرائع تشيكو.
وواصل تالاجيتش إسترجاع ذكرياته مع هذه المباراة التاريخية ، قائلاً: كنت شاباً _39 سنة في ذلك الوقت_في ذلك الوقت، وربما كنت مجنوناً من خلال اللعب بخمسة مهاجمين، أخبرت الجميع قبل المباراة أننا سنفوز، كنت أعرف دائماً أننا سنفوز، ولكنني لم أعرف إن كان الفارق سيكون كافياً.
وبدأ الاتحاد مباراة الإياب بصورة جيدة، ونجح في افتتاح التسجيل عند الدقيقة 29 عبر رأسية رضا تكر، ثم أضاف حمزة إدريس الهدف الثاني في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، ليصبح الاتحاد في وضع جيد من أجل الفوز بلقب البطولة.
وأضاف: بين الشوطين كان الوضع صعباً للغاية، لأن اللاعبين لم يكونوا يريدون الجلوس، أرادوا العودة للملعب ومواصلة اللعب، قمت بتذكيرهم أن يستمعوا إلي ويركزوا، توجب علي الصراخ من أجل تهدئتهم وتذكيرهم أن يفكروا بعقولهم وليس بقلوبهم، والحمد لله استمعوا الي.
في الشوط الثاني، توجب على سيونغنام الهجوم مما منح الاتحاد فرصة شن الهجمات المرتدة، وهو ما أثمر عن تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 56 بواسطة محمد نور.
وقد تحققت رغبة تالاجيتش عندما عاد محمد نور وسجل الهدف الرابع للاتحاد في الدقيقة 78 ليضع الفريق على أعتاب التتويج. ثم سجل مناف أبو شقير الهدف الخامس في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني.
وقال تالاجيتش: عاد لاعبو الاتحاد إلى جدة كأبطال، بعدما تفوقوا بواقع 6-3 في مجموع في مجموع المباراتين ليحصد العميد لقب القاري لأول مرة في تاريخه.