شهد عام 2019، إثارة كبرى بسبب التنافس بين الأندية والجماهير في المملكة، صاحبها خروج تصريحات نارية أثارت جدلًا غير مسبوق بين المسئولين واللاعبين والنقاد الرياضيين.
حالة الجدل والصخب التي تعيشها الرياضية السعودية، جاءت نتاج طبيعي لمستوى التنافس الذي ارتفع، بسبب الدعم المالي الكبير الذي تلقته الأندية من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والسجال الإعلامي الدائر بين النقاد والصحفيين، الذي أثرى الساحة الرياضية، وأشعل عدد من القضايا التي جذبت انتباه الجماهير.
بداية التصريحات المثيرة كانت عند هتان باهبري لاعب الهلال، والذي كشف عن كواليس صادمة في صفقة انتقاله من نادي الشباب، مؤكدًا اقتحام بعض الأشخاص منزله لمحاولة إجباره على التوقيع للنصر قبل الانتقال إلى الزعيم.
سرد باهبري قصة هروبه مع زوجته من المنزل، للاختباء في أحد الفنادق، حتى موعد التوقيع الرسمي مع نادي الهلال
تصريحات باهبري، أثارت الرأي العام ضد ما اعتبروا أنها ممارسات غير شرعية في الوسط الرياضي، ما دفع سعود آل سويلم، رئيس النصر في ذلك الوقت، للرد بقوة
رد السويلم جاء قويًا وساخرًا من الطريقة التي تحدث بها هتان؛ قائلًا: "فيلم أكشن ينقصه قناصين ويجب محاسبته لأننا في دولة وليست غابة"".
* لوبي هلالي
"لوبي هلالي سيتحكم في الوسط الرياضي السعودي خلال السنوات الأربع القادمة".. عبارة استخدمها سعود آل سويلم رئيس النصر السابق، للتأكيد على أن مسئولي الزعيم هم الذين يحركون المشهد في اللعبة الأكثر شهرة بالمملكة، وليس العالمي كما يزعم البعض.
كلمات آل سويلم النارية في جميع الاتجاهات، خلقت عداوة ضد قلعة العالمي، أبرزها كان من خالد البلطان، رئيس نادي الشباب، الذي أوضح إنه في الوقت الذي حقق فيه الهلال والليوث الإنجازات، كان النصر مجرد فريق جاليات لا يمتلك جماهير إلا من السودان واليمن.
* خيسوس الطفل
وفي الوقت الذي كانت فيه الأندية تتبادل الاتهامات فيما بينها، خلق الأمير محمد بن فيصل، رئيس الهلال السابق، حالة من الجدل داخل بيت الزعيم نفسه، وذلك بعد إقالة مدرب الفريق البرتغالي خورخي خيسوس.
"كيف يكون خيسوس مدرب عالمي وهو يكتب على الجدران كالأطفال".. هي الكلمات التي خرج بها بن فيصل، لتبرير إقالة خيسوس والدفاع عن نفسه أمام الجماهير الغاضبة من قراره المفاجئ، خاصة وأن الفريق تأثر برحيل المدرب، وخسر بطولة الدوري لمصلحة منافسه النصر، رغم احتلاله قمة المسابقة لفترات طويلة.
* دعم المليار
عاش الهلال خلال الموسم الماضي فترات عصيبة، وخسر العديد من الألقاب كان المرشح الرئيسي للتتويج بها، لكنه نجح بعد ذلك في تصحيح المسار، والخروج من دوامة الهزائم بلقبه التاريخي في دوري أبطال آسيا، والذي حققه بعد غياب 19 سنة كاملة.
هذا التتويج الأخير، دفع الإعلامي الرياضي الكبير وليد الفراج للخروج بتصريح مثير، أشعل موجة من الغضب بين جماهير النصر، قال خلاله "كيف لا يحقق الزعيم الألقاب وهو الذي حصل على مليار ونصف المليار ريال كدعم من المسئولين".
وطالبت جماهير النصر بعد تصريحات الفراج، بالكشف عن قيمة الدعم المقدم للأندية، وتحديد ما إذا كان الدعم المقدم للأندية قد تم توزيعه بالتساوي بين الأندية.
* رد المريسل
أما الناقد الرياضي عبدالعزيز المريسل، فركز هجومه على الهلال، بالتشكيك في بطولاته، وذلك كرد على قول جماهيره بأن مشاركة النصر في مونديال 2000 كانت من المكتب وليس الملعب.
المريسل قال: "لو كانت مشاركة النصر في مونديال 2000 من المكتب، فإن الهلال حقق 6 من 7 بطولات خارجية بالترشيح، لأنه شارك فيها أساسًا وهو لم يكن بطلًا للدوري ولا الكأس".
* أزمة الحائلي
ولم يقتصر الأمر فقط على الهلاليين والنصراويين، بل وصلت التصريحات المثيرة للجدل إلى أنمار الحائلي رئيس الاتحاد الذي كشف عن مساومة 3 صحفيين له من أجل الحصول على مبالغ مالية مقابل عدم مهاجمته.
اتهامات الحائلي هزت الأوساط الرياضية في المملكة، وخرجت دعوات تطالبه بالكشف عن الأسماء المتورطة في الواقعة، أو تحمل تبعات الخروج بتصريحات دون تقديم الدليل.
* مفاجأة أمرابط
وبعيدًا عن المسئولين والنقاد، فإنه كان لعدد من اللاعبين وأفراد الجهاز الفني تصريحات أثارت الوسط الرياضي، منها إعلان نور الدين أمرابط، رفض إدارة النصر التجديد له على الرغم من تقديمه طلب رسمي بذلك.
إعلان أمرابط المفاجئ، جاء بعد فترة قصيرة من الأنباء التي تم تداولها بشأن عرض النصر صفقة تبادلية على الأهلي يتم خلالها انتقال اللاعب إلى صفوف الراقي مقابل سلمان المؤشر.
الجدل الذي فجرته الصفقة التبادلية لم يكن أقل تأثيرًا من التصريحات التي خرج بها الأمير منصور بن مشعل، المشرف على فريق الكرة بالأهلي عن الصفقة، بعدما قال: "عرضت الأمر على مدرب الفريق برانكو، والذي رفض اللاعب لأنه لا يحتاجه".
مبررات برانكو، أشعلت هجومًا عنيفًا ضده، وصل إلى اتهام جماهير الأهلي له بـ"الجنون".
ونظرًا لكل ما يحدث في الوسط الرياضي، فإن الأمور تنبأ باستمرار هذه الموجة من التصريحات وعدم إيقافها قريبًا، حيث تزداد المنافسة سخونة يومًا بعد يوم.