حقق برشلونة فوزاً كبيراً على ليفربول بثلاثية نظيفة في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ليقترب من التأهل للمباراة النهائية في مدريد.
ويمكن القول أنه لولا عبقرية ليو ميسي لما وصلت النتيجة لثلاثية نظيفة، خاصة أن الفريق الإنجليزي قدم مباراة جيدة جداً.
وبرهن مدرب البلوجرانا إنرنيستو فالفيردي على قدراته الكبيرة كمدرب، وخاصة في الناحية التكتيكية، حيث لم يهتم بالاستحواذ على الكرة في اللقاء، بقدر اهتمامه على تسجيل الأهداف والحسم.
وقام المدرب بالعديد من التغييرات التكتيكية طوال مجريات اللقاء، ساعدت الفريق على أخذ زمام الأمور، حيث اشترك الظهير الأيمن سيميدو في مكان كوتينيو، لينتقل سيرجي روبيرتو لمنتصف الملعب، وهو ما ساهل في زيادة الكتلة العددية في وسط الملعب.
وبرز في المباراة كذلك الدور الكبير للثنائي أرتورو فيدال وسيرجيو بوسكيتس اللذان نجحا بشكل كبير في الحد من خطورة مهاجمي الريدز، بفضل تحركاتهم الإيجابية بدون كرة، التميز في قطع الكرات.
ويواجه فالفيردي الانتقادات بشكل مستمر من الجمهور الكتالوني، على الرغم من نجاحاته المتكررة منذ وصوله للبرسا.
ونجح مدرب أتلتيك بلباو السابق في حسم الثنائية المحلية بالموسم الماضي، وكان فشله الوحيد حينما غادر دوري أبطال أوروبا من ربع النهائي على يد روما الإيطالي.
وبالنسبة لهذا الموسم، ظهر وجه فالفيردي المميز تكتيكياً في مباريات الكلاسيكو، حيث نجح في اكتساح ريال مدريد بخمسة أهداف لهدف في ذهاب الليجا، بفضل قدرته المميزة في الحسم ونجاعة مهاجميه، وبالأخص لويس سواريز الذي سجل ثلاثية، على الرغم من غياب النجم ليو ميسي عن المباراة بداعي الإصابة.
في كأس ملك إسبانيا، وعلى الرغم من إضاعة الريال لفاصل كبير من الفرص، إلا أن الفريق الكتالوني كان قاتلاً في اللقاء، وسجل ثلاثية من الفرص القليلة التي أتيحت في المباراة، ليخرج غريمه الملكي من البطولة على ملعبه سانتياجو بيرنابيو.
وتكرر السيناريو نفسه في مباراة الدوري، حيث سجل لاعب الوسط إيفان راكيتيتش هدفاً مبكراً، لم ينجح الميرينجي من الرد عليه بقية المباراة بسبب القوة والصلابة التكتيكية التي أكمل بها فالفيردي اللقاء.
وربما ما يسبب لجمهور الفريق الكتالوني الإنزعاج في الوقت الحالي، هو عدم تعودهم على لعب الكرة التكتيكية التي يقدمها مدربهم الحالي، حيث اهتم الكتلان بالكرة الشاملة "التيكي تاكا" منذ بداية عصر تدريب الأسطورة يوهان كرويف في بداية التسعينات حتى بيب جورديولا في السنوات الـ4 الذهبية من 2009 حتى 2012.
ولا يترك فالفيردي حالياً المجال للانتقاد، حيث تساعده نتائجه في الرد على جميع المشككين مع إمكانية تحقيق الثلاثية هذا الموسم، بعد حسمه لقب الليجا، وبلوغه نهائي كأس ملك إسبانيا الذي يواجه فيه فالنسيا، كما اقترب من النهائي الأوروبي بالفوز الثلاثي على ليفربول.
