تجاوز عام 2025 كونه مجرد تقويم زمني عابر في تاريخ الرياضة السعودية، ليتحول إلى "عام الصدام" الذي نقل المنافسة من عشب الملاعب إلى أروقة المحاكم الرياضية ومنصات التحكيم.
ظهرت المنظومة الكروية في مرحلة انتقالية دقيقة، وهي تحاول التوفيق بين طموحات عالمية ولوائح محلية، حيث لم يخل شهر واحد من أزمة تفجرت هنا أو قرار جدلي صدر هناك.
ورسم حصاد العام لوحة معقدة كشفت كيف يمكن للثغرات التشريعية أن تهز استقرار أعتى البطولات، وتضع الأندية والاتحادات في مواجهة مباشرة مع "نزاهة المنافسة".
ويسرد لكم " سعودي سبورت " أبرز الأزمات التي عانت منها كرة القدم السعودية خلال عام 2025.
أزمة اللائحة التنظيمية وتحديات التأسيس
في خطوة دراماتيكية سبقت انطلاقة الموسم بساعات، أقدمت رابطة الدوري السعودي على حذف اللائحة التنظيمية لدوري روشن من منصاتها الرسمية، عقب تلقيها اعتراضات من 12 ناديا، وتركز الخلاف حول المادة 15 التي كبلت حركة اللاعبين في الميركاتو الصيفي، حيث اعتبرتها الأندية قيدًا فنيًا يعيق بناء القوائم.
وهذا الارتباك المبكر كشف عن حاجة ملحة لمراجعة التشريعات قبل فرضها، مما دفع الرابطة للدخول في سباقٍ مع الزمن لإجراء تعديلاتٍ واسعة تضمن استدامة المنافسة دون المساس بحقوق الأندية التعاقدية.
أزمة كأس السوبر السعودي وتداعيات بديل الهلال
تحول "كأس السوبر السعودي" إلى صداع قانوني مزمن في عام 2025، فبعد انسحاب الهلال بقرار إداريٍ مسبب بالإرهاق، استعان اتحاد القدم بالنادي الأهلي كبديلٍ رسمي، وهو ما فجر بركانًا من الاحتجاجات.
وبينما كانت لجنة الاستئناف تصادق على عقوبات الهلال باعتباره خاسرًا أمام القادسية، كان الأخير يصعد الموقف قانونيًا مطالبًا بمقعده في النهائي، وبات لقب "الراقي" مهددًا بالسحب في أي لحظة بانتظار الكلمة الفصل من مركز التحكيم الرياضي.
أزمة المواليد وقضية ماركوس ليوناردو
شهد ملف "اللاعبين المواليد" صراعا كبيرًا بين قطبي العاصمة، حيث برزت قضية البرازيلي ماركوس ليوناردو كفتيل أشعل الخلاف بين الهلال والنصر.
فبينما طالب "الزعيم" بتعديل اللوائح لشرعنة بقاء موهبته الشابة رغم تجاوز السن، وقف "العالمي" حارسًا للنظام القديم محذرا من تعديل القوانين أثناء منتصف الموسم.
وانتهى هذا المشهد بقرار توافقي من ياسر المسحل، رئيس اتحاد القدم يطبق بدءًا من موسم 2026-2027، في محاولة لامتصاص غضب الجبهتين، وضمان تخطيط أمثل للمواسم القادمة.
أزمة فراس البريكان.. من الشكوى إلى البراءة
بعد فصول طويلة من الشد والجذب، أسدل مركز التحكيم الرياضي الستار على قضية المهاجم الدولي فراس البريكان، مؤكدا سلامة انتقاله من الفتح إلى الأهلي عبر كسر الشرط الجزائي.
ورغم محاولات "النموذجي" تقديم أدلة جديدة في جلسات سبتمبر 2025، جاء قرار نوفمبر الحاسم ليبرئ ساحة "الراقي" واللاعب من تهمة خرق اللوائح.
أزمة العقود وهروب لودي
يواجه دوري روشن خطر فقدان بريقه مع دخول أيقونات المشروع مثل بنزيما وكانتي ونيفيز عامهم الأخير وسط ضبابية تامة حول التجديد.
وزاد من حدة القلق "قضية الهروب" المفاجئة للبرازيلي رينان لودي الذي غادر الهلال من طرف واحد؛ لتبدأ معركة قانونية في "فيفا" يسعى من خلالها الهلال لإثبات عدم قانونية الفسخ والمطالبة بتعويضاتٍ فلكية، في ملف مرشح لأن يكون سابقة قضائية تضع حدًا لتمرد اللاعبين الأجانب تحت ذرائع التهميش الفني.
إيقاف قيد النصر وقضية العروبة
كشف قرار "فيفا" بإيقاف قيد النصر وضمك عن ارتباك إداري في التعامل مع الأنظمة الدولية، مما وضع ميزانيات الأندية الضخمة في مواجهة مع سوء الإدارة.
وبالتوازي، أحدثت قضية حارس العروبة رافع الرويلي زلزالا في جدول الدوري، بعدما منحت النقاط للنصر بقرارٍ قضائي أدى لاحقا لهبوط العروبة؛ وهي الواقعة التي أجبرت اتحاد القدم على ترميم "لائحة التفرغ" لسد الثغرات التي تسببت في هذا الارتباك التنظيمي الكبير.
رحيل مانشيني .. نهاية حقبة الأرقام المخيبة
طوى المنتخب السعودي صفحة الإيطالي روبرتو مانشيني بعد تجربة وصفت بـ "المريرة"؛ حيث لخصت لغة الأرقام حجم الإخفاق بنسبة انتصارات لم تتجاوز 38%.
ورحيل مانشيني لم يكن مجرد تغيير فني، بل كان اعترافا بفشل مدرسة "الأسماء العالمية" في قراءة هوية اللاعب السعودي، ليبدأ "الأخضر" رحلة البحث عن مسار جديد يضمن له التواجد في مونديال 2026، وهو ما تحقق عن طريق الفرنسي هيرفي رينارد.
اقرأ أيضا
الاتحاد يحبط مخطط سيسكا موسكو لخطف بيرجوين في ميركاتو الشتاء

التعليقات السابقة