يواصل النجم المغربي إبراهيم دياز تقديم مستويات استثنائية رفقة "أسود الأطلس" في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 المقامة حالياً بالمغرب، حيث فرض نفسه نجماً للشباك في أول مباراتين بتسجيله هدفين وقيادته للمنظومة الهجومية بامتياز.
هذا التألق اللافت للأنظار في العرس الإفريقي لم يمر دون أن يثير التساؤلات حول وضعيته في ناديه ريال مدريد.
بينما يكتفي بدور البديل تحت قيادة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، تأتي أرقامه وأداؤه مع المنتخب المغربي لتضع الجهاز الفني للفريق الملكي في موقف محرج، وتفرض واقعاً فنياً يستوجب إعادة النظر في ترتيب أوراق الفريق الملكي بناءً على عدة اعتبارات فنية ورقمية.
فعالية تهديفية تتحدى "دكة البدلاء":
رغم عدم حصوله على الاستمرارية المطلوبة منذ عودته لريال مدريد في صيف 2023 بعد تجربة إعارة ناجحة مع ميلان، إلا أن لغة الأرقام تنصف دياز.
فخلال 139 مباراة خاضها بقميص "الملكي" (معظمها كبديل)، ساهم دياز في 41 هدفاً (سجل 21 وصنع 20).
والمثير في هذه الإحصائيات أن معدل مساهمته التهديفية يتفوق نسبياً على منافسه المباشر رودريجو، الذي يحظى بدقائق لعب وثقة أكبر من المدرب، مما يطرح علامات استفهام حول معايير الاختيار في التشكيل الأساسي.
"الجوكر" التكتيكي.. حلول لا تنتهي:
ما يجعل دياز ورقة رابحة لأي مدرب هو مرونته التكتيكية العالية؛ فاللاعب لا يتقيد بمركز واحد، بل يجيد اللعب كجناح أيمن أو أيسر، وصانع ألعاب خلف المهاجمين، وحتى كلاعب وسط رابع عند الحاجة.
هذه الشمولية، مضافاً إليها التزامه بالأدوار الدفاعية على الأطراف، توفر للمدرب خيارات متعددة لإدارة المباريات وتغيير الخطط دون استبدال اللاعبين، وهي ميزة يفتقدها الكثير من المهاجمين.
مفتاح اللعب في المباريات المغلقة:
أثبتت مباريات المغرب الأخيرة أن دياز يمتلك الحلول السحرية لفك شفرات الدفاعات المتكتلة.
قدرته الفائقة على المراوغة في المساحات الضيقة والاختراق العمودي أسفرت عن حصوله على ركلتي جزاء بفضل مهاراته الفردية.
هذه النوعية من اللاعبين القادرين على كسر الجمود بحل فردي هي ما يحتاجه ريال مدريد غالباً في المباريات المعقدة التي تغيب فيها الحلول الجماعية.
اللياقة البدنية والشخصية القيادية:
على عكس الصورة النمطية للاعبي المهارة، أظهر دياز جاهزية بدنية مذهلة وقدرة على بذل مجهود وفير طوال 90 دقيقة، وهو جانب لا يتم استثماره بالشكل الأمثل في مدريد.
وعلاوة على ذلك، كشفت البطولة القارية عن وجه آخر لدياز يتمثل في "الشخصية القيادية"؛ حيث ظهر موجهاً لزملائه ومحفزاً للجماهير في الأوقات الصعبة، مبرهناً على نضج ذهني كبير يؤهله لتحمل الضغوط في كبرى المواعيد، وهي رسالة مباشرة بأن اللاعب جاهز ليكون ركيزة أساسية وليس مجرد ورقة رابحة على مقاعد البدلاء.
اقرأ أيضا
مفاجأة .. النصر يستهدف ضم نجم ريال مدريد الإسباني | كواليس حصرية
لوكاس فاسكيز: ريال مدريد بحاجة للصبر مع تشابي ألونسو وقضية نيجريرا «غير طبيعية»

التعليقات السابقة