لم تكن ليلة أمس في "سانتياجو برنابيو" ليلة عادية للنجم البرازيلي فينيسيوس جونيور. ففي مشهد لم يعتد عليه عشاق المرينجي، تحولت مدرجات البرنابيو إلى ساحة لصافرات الاستهجان ضد نجمهم الأول أثناء استبداله في مواجهة إشبيلية.
هذا التوتر ليس وليد الصدفة، بل هو انفجار لبركان خامد من الأزمات التي بدأت تعصف بعلاقة فينيسيوس بالنادي الملكي، بدءاً من أزمة تجديد التعقد، وصولاً إلى الإغراءات السعودية التاريخية.
صافرات البرنابيو: رسالة جماهيرية أم طلاق عاطفي؟
تعرض فينيسيوس جونيور خلال مباراة إشبيلية بالأمس لموجة من الانتقادات والصافرات عند خروجه من الملعب، في إشارة واضحة لاستياء الجماهير من تراجع مستواه أو انشغاله بالأزمات الجانبية.
فاجأ فينيسيوس الجميع بعد المباراة بتغيير صورة ملفه الشخصي على "إنستجرام"، حيث استبدل صورته بقميص ريال مدريد بصورة له بقميص منتخب البرازيل، وهو ما فُسر كرسالة تمرد أو تعبير عن عدم الشعور بالدعم داخل "البيت المدريدي".
وتأتي هذه الحادثة بعد "كلاسيكو" متوتر ضد برشلونة، حيث أظهر اللاعب غضباً كبيراً عند استبداله من قبل المدرب تشابي ألونسو، مما كشف عن فجوة في العلاقة بينه وبين القيادة الفنية الجديدة.
أزمة "المساواة" مع مبابي: حجر العثرة في تجديد العقد
تعد قضية تجديد عقد فينيسيوس جونيور هي المحرك الرئيسي لحالة الجفاء الحالية. فرغم أن عقده الحالي ينتهي في 2027، إلا أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود للأسباب التالية:
ويصر فينيسيوس على الحصول على راتب يضعه في الفئة الأولى بالنادي، مساواة بالنجم الفرنسي كيليان مبابي (الذي يتقاضى حوالي 30 مليون يورو سنوياً).
وترفض إدارة فلورنتينو بيريز كسر سقف الرواتب بشكل مبالغ فيه، وترى أن مطالب اللاعب البرازيلي تفوق ما هو مخصص له حالياً (حوالي 21 مليون يورو)، مما أدى لتجميد المحادثات.
العرض السعودي الملياري: هل يغادر فينيسيوس بمليار يورو؟
وسط هذا التوتر، دخلت الأندية السعودية بقوة على خط المفاوضات، مقدمة عرضاً "لا يمكن رفضه" من الناحية المادية، حيث تشير التقارير إلى عرض يبلغ مليار يورو موزعة على عقد لمدة 5 سنوات (200 مليون يورو سنوياً).
السعودية مستعدة لدفع ما يقرب من 350 مليون يورو لنادي ريال مدريد لشراء المدة المتبقية من عقده، مما قد يجعلها الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم.
ورغم الأنباء عن تراجع العرض مؤخراً، إلا أن البيئة المتوترة في مدريد قد تعيد إحياء المفاوضات في "ميركاتو" الصيف القادم.
بورصة المستقبل: هل يكسر فينيسيوس "عقد 2027" قبل أوانه؟
على الرغم من أن عقد النجم البرازيلي يمتد حتى صيف 2027، إلا أن المؤشرات الحالية داخل أروقة "فالديبيباس" (مقر تدريبات النادي) تشير إلى أن الاستمرار لنهاية العقد لم يعد أمراً مضموناً بنسبة 100%. إليك تحليل لنسب البقاء والرحيل بناءً على المعطيات الراهنة:
1. سيناريو البقاء (نسبة التوقح: 60%)
فينيسيوس ليس مجرد لاعب، بل هو واجهة النادي في محاربة العنصرية وأحد أعمدة المشروع الرياضي الجديد. رحيله قد يترك فراغاً معنوياً يصعب تعويضه فوراً.
وتشير التقارير إلى أن الإدارة قد تلجأ لخيار "تجديد العقد ثم البيع" في 2026. هذا السيناريو يضمن للنادي الحفاظ على القيمة السوقية للاعب (عدم رحيله مجاناً) ويمنح اللاعب الراتب الذي يطمح إليه مؤقتاً.
رغم التوترات، صرح فينيسيوس مراراً برغبته في البقاء "للأبد" في مدريد، وهو ما قد يدفع وكلاءه لتقديم تنازلات في اللحظات الأخيرة.
2. سيناريو الرحيل (نسبة التوقع: 40%)
مع وصول مبابي وتصدره للمشهد المالي والفني، يشعر فينيسيوس بتقلص نفوذه. تاريخ كرة القدم يثبت أن وجود "ديكين في قن واحد" غالباً ما ينتهي برحيل أحدهما.
العرض ليس مجرد رقم، بل هو مشروع "سفير عالمي" للدوري السعودي. هذا الضغط المادي قد يغري إدارة مدريد أيضاً لتحقيق أرباح تاريخية تمول صفقات أخرى (مثل تعزيز خط الدفاع).
إذا استمرت صافرات الاستهجان في "البرنابيو"، فقد يقرر اللاعب أن بيئته في إسبانيا لم تعد آمنة أو داعمة، مما يعجل بقرار المغادرة نحو الدوري الإنجليزي أو السعودي.
اقرأ أيضا
فرصة لـ الهلال.. فينيسيوس جونيور يبلغ إدارة ريال مدريد رفض التجديد
رقم سلبي مرعب لنجم ريال مدريد.. مستقبل فينيسيوس جونيور في خطر!
التعليقات السابقة