"إنه ريال مدريد يا سادة.. ومن غيره قادر على كتابة التاريخ بمثل هذه السيناريوهات المجنونة في بطولته المفضلة".. هدفين في اللحظات الأخيرة كانا سببا في إشعال حماس 90 ألف مناصر في ملعب البرنابيو وإعلان اقتراب حلم اللقب الـ15.
ريال مدريد بمدربه الأسطوري في مسابقته الأسطورية دخل ملعب سانتياجو برنابيو المكتسي باللون الأبيض، بحثا عن انتصار مبكر، أمام العملاق الألماني بايرن ميونخ، بعد نهاية مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق.
فينيسيوس جونيور من جهة ورودريجو جوس من جهة أخرى، ومانويل نوير سد منيع بمساعدة القائم أحيانا والعارضة في حين أخر، وبايرن ميونخ أظهر قدرة على التماسك أمام الطوفان الأبيض الكاسح.
البديل ألفونسو ديفيز من مراوغة وتسديدة صاروخية بنجاح سكنت شباك ريال مدريد، وحطم قلوب مشجعي أصحاب الأرض، وأعلن اقتراب النهائي الألماني الخالص للمرة الثانية في التاريخ، على مسرح ويمبلي الشهير.
هنا تدخل أنشيلوتي بكل خبراته السابقة، ودفع بالبديل خوسيلو الذي كان يبحث قبل 12 عن رابط لمشاهدة مباراة الفريقين ذاتهما على الملعب ذاته، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2012.
تسديدة من فينيسيوس سقطت من يد نوير وجدها خوسيلو ووضعها في الشباك، ليخبر الأخطبوط مانويل بأنه "خطأ الشاطر بألف"، وفي الوقت الذي كان يستعد فيه الجميع للأشواط الإضافية، كرة عرضية من روديجر يجدها خوسيلو من جديد ويفجر معها فرحة أسطورية في سانتياجو برنابيو والعاصمة مدريد.
سيناريو أسطوري بخطوط درامية مستوحاه من أعمال الكاتب والمخرج الإنجليزي الشهير "هتشكوك"، أو بقول أخر هذه هي سيناريوهات "فما حاجة" التي يمتلك ريال مدريد حقوق ملكيتها الفكرية، بالطريقة ذاتها التي تحقق بها اللقب الـ14 في 2022.
كل هذا والإثارة لم تتوقف، ليكتب الحكم البولندي سيمون مارسينياك الفصل الأخير في موقعة البرنابيو بإطلاق صافرة في غير وقتها حرمت بايرن ميونخ من هدف صحيح 100%، بعد رأيه من الحكم المساعد الذي أشار بها على نصير مزاوري الغير متسلل تماما.
انتهت القمة وتأهل ريال مدريد وأصبح في طريقة عقبة أخيرة اسمها بوروسيا دورتموند أمام حلمه اللقب الخامس عشر في دوري الأبطال، ولكن لم تنتهي ولن تنتهي ردود الأفعال في القريب العاجل بسبب الخطأ التحكيمي الفادح من الحكم البولندي ومساعده.
لاعبو بايرن ميونخ وصفوا ما حدث لهم من ظلم بـ"العار" والبعض الأخير بات يرى بأن هذه الطريقة المفضلة التي يفوز بها ريال مدريد عليهم، بينما لخص توخيل الموقف بأنه اعتذار الحكم المساعد لفريقه ليس له قيمة فالخطأ وقع، وبايرن أصبح خارج السباق.
كل ما حدث في ليلة مجنونة أخرى من ليالي البرنابيو الساحرة، مازالت تلخصها كلمات الأسطورتين ليونيل ميسي وسيرخيو راموس "ريال مدريد يعرف كيف يعاني؟"، وهذا سر انتصاراته التي أصبحت تثير جنون العالم في سنة تلو الأخرى.