تعيش جماهير برشلونة الإسباني، على وقع موسم انتقالات استثنائي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وخاصة بعد التعاقد مع النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي من بايرن ميونخ الألماني.
وأعلن برشلونة بشكل رسمي، يوم أمس، تعاقده أخيرا مع النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، قادما من بايرن ميونخ الألماني، بداية من الموسم المقبل.
وسيكون ليفاندوفسكي بحسب خطط برشلونة، القائد الأول لهجوم الفريق الكتالوني، خاصة بعد تجديد عقد عثمان ديمبيلي، بالإضافة للتعاقد مع الجناح البرازيلي المميز رافينيا من ليدز يونايتد.
تعاقد برشلونة مع ليفاندوفسكي بالنسبة لجماهير الفريق والإدارة بقيادة خوان لابورتا، يمثل بمثابة تعويض لمغادرة الأسطورة ليونيل ميسي الذي اعتاد كل موسم على تسجيل ما بين 30 إلى 40 هدفا.
دفع برشلونة من أجل التعاقد مع هداف الدوري الألماني 6 مرات، وهداف دوري أبطال أوروبا مرة واحدة، والفائز بجائزة "ذا بيست" أفضل لاعب في العالم مرتين، مبلغ 60 مليون يورو، بواقع 45 مليون مبلغ ثابت، و15 مليون متغيرات.
وبالنظر لما دفعه برشلونة من أموال من أجل لاعب يبلغ من العمر 33 عاما و11 شهرا، هل سيكون ليفاندوفسكي قادرا على تعويض الفجوة الكارثية التي سقط فيها النادي الكتالوني، بعد مغادرة ميسي.
ويجب التنوية على وجود بعض العيوب الكارثية في ليفاندوفسكي، التي لم تتمكن جماهير برشلونة والإدارة، في رؤيتها بسبب الأرقام التهديفية الخرافية التي يحققها في المواسم الأخيرة.
تابع كل أخبار وتطورات موسم الانتقالات الصيفية من هنا
1-خدعة الـ xG وعدم ثبات معدله التهديفي:
عند النظر للاحصائيات، نجد أن ليفاندوفسكي، صاحب أعلى معدل تحويل الفرص إلى أهداف، في القارة الأوروبية في السنوات الأربع الماضية، وهي ما يطلق عليها الـ xG.
ليفاندوفسكي يسجل بشكل ثابت في الأربعة سنوات الماضية حتى الموسم المنقضي، ما يقرب من 45 إلى 50 هدفا بشكل ثابت، حيث أن نسبة تسجيله للأهداف في كل مباراة بلغت هدفا وأكثر في اللقاء.
رغم تلك النسبة المرعبة في تحويل الفرص لأهداف، وبالنظر لمعدل أهدافه سنويا، إلا أن ليفاندوفسكي يعاني من أزمة قد تسبب مشاكل عديدة لتشافي وبرشلونة على مدار الموسم.
يعاني ليفاندوفسكي من أزمة عدم ثبات معدله التهديفي في المباريات، بمعنى أنه قد يسجل في مباراة 3 أهداف أو حتى 4 أهداف، وفي المقابل، يبتعد لمباراتين أو ثلاثة عن التسجيل بشكل متتالي، ومن ثم يعود بثلاثية أو رباعية جديدة.
أبرز ميزة فقدها برشلونة بمغادرة ليونيل ميسي، هي عدم وجود لاعب قادر على تسجيل أهداف للفريق بشكل متتالي، وهو ما كان يحصد للفريق الكتالوني نقاط مباريات صعبة كثيرة، بفضل تسديدة أو استغلال خطأ الخصم من ميسي، ومن ثم تسجيل هدفا.
تابع أيضا..
أول قرار "رسمي" من الأهلي بعد الهبوط إلى الدرجة الأولى
نجم كرواتيا "يقترب" من هذا النادي السعودي.. صفقة كبرى في صيف 2022
2-الغياب عن التهديف في المباريات الأوروبية الكبرى:
أحد العيوب التي قد تظهر أحيانا على ليفاندوفسكي، ففي عام 2018، أجريت دراسات عن أفضل الهدافين في أوروبا والعالم، وكان من بينهم ليفاندوفسكي، بجانب ميسي وكريستيانو رونالدو، وأجويرو، لويس سواريز، وكريم بنزيما.
الانتقاد الأول الذي وجه لليفاندوفسكي، بالتوازي مع عدم ثبات معدله التهديفي على مدار المباريات، أن الهداف البولندي يواجه صعوبات كبيرة في مباريات الفرق الكبرى، وتحديدا في دوري أبطال أوروبا.
بمعنى أنه، في الكثير من المباريات لا يسجل أمام منافسين أقوياء لبايرن ميونخ، أمثال ريال مدريد، باريس سان جيرمان، مانشستر سيتي، أتلتيكو مدريد، باختلاف النهج الكروي سواء دفاعيا أو هجوميا، وهو ما يفسر معدله التهديفي الخارق عند مواجهة خصوم أقل.
يتضح منذ ذلك، أن ليفاندوفسكي سيكون في المباريات المحلية مع برشلونة قاسيا على المنافسين، وكذلك أوروبيا، ولكن مع بداية المراحل الإقصائية والاصطدام بمنافسين على نفس القوى سيكون الأمر مختلف بالنسبة لروبرت.
تابع أيضا..
رغم نفي برشلونة.. ليفاندوفسكي يعترف بلقاء تشافي سرا في إيبيزا
3-عدم التسديد نهائيا من خارج منطقة الجزاء:
على مدار تاريخ برشلونة في الـ 20 عاما الأخيرة، نجد أن المهاجمين الذين يتألقوا معه بشكل دائما، قادرين على التحرك خارج منطقة الجزاء بجودة عالية وبمهارة فائقة، وهو ما تسبب في فشل تجربة زلاتان إبراهيموفيتش مع الفريق الكتالوني.
وبالنظر، لأبرز منافس لليفاندوفسكي دافع عن قميص برشلونة في السنوات الأخيرة، نجد الأوروجوياني لويس سواريز المهاجم الأفضل في تاريخ الفريق الكتالوني، الذي اتسم أسلوب آدائه بالتنوع، بعيدا عن التمركز الصحيح داخل منطقة الجزاء.
سواريز كان مميز في التحرك، والتسديد من خارج منطقة الجزاء، بمختلف الأوضاع، وهنا تظهر أزمة ليفاندوفسكي، الذي لا يسدد من خارج منطقة الجزاء نهائيا، حيث أنه طوال مسيرته لم يسجل سوى 16 هدفا من تسديدة من خارج المنطقة.
يضاف لذلك أن ليفا خطورته فقط داخل منطقة الجزاء، أي أن تشافي إذا أراد الاستفادة من قدراته التهديفية عليه مد الهداف البولندي في منطقة الجزاء فقط، وإبعاده عن أي أدوار تجعله يبتعد عن مناطق الخطورة، وهو ما قد ينذر بفشل التجربة في تلك الحالة.
اقرأ أيضا
صدق أو لا تصدق.. ليفاندوفسكي لم يودع زملائه في بايرن قبل الرحيل