تقرير| 4 قرارات خاطئة تطيح بـ لوبوتيجي من تدريب ريال مدريد

تاريخ النشر: 01/10/2018
2336
منذ 5 سنوات
تقرير| 4 قرارات خاطئة تطيح بـ لوبوتيجي من تدريب ريال مدريد

لا يمكن تقييم نجاح التجربة أو فشلها لأي شخص سوى بمرور وقت كافي يسمح للشخص الذي يقيم بهذه التجربة أن يأخذ وقته كاملًا ويقوم بأكثر من محاولة من أجل الوقوف على نتيجة ناجحه أو فشله.

ولكن على الرغم من الاتفاق على ضرورة منح الوقت اللازم لأي شخص وتحديدًا لأي مدرب في عالم كرة القدم، من أجل تحديد نجاح او فشل التجربة، إلا أن هناك عدة بوادر تظهر في المباريات الأولى، تجعلك تقف على بعض النقاط التي يمكن أن تبشر بمستقبل هذه التجربة سواء الناجح أو الفشل.

وينطبق الامر على جوليان لوبوتيجي مدرب فريق ريال مدريد الحالي، والذي يجب التنويه أنه يواجه تحدي صعب في النادي الملكي بعد رحيل زين الدين زيدان، بالإضافة إلى انتقال الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو إلى صفوف يوفنتوس الإيطالي خلال الانتقالات الصيفية.

تحدي لوبو لم يتوقف عند هذا الحد، بل أمتدت الأمر بأن إدارة الملكي لم تقم بتدعيمات قوية وتحديدًا بلاعب يمكنه تعويض رحيل رونالدو، وكان التعاقد مع مجموعة من الشباب ابرزهم فينسوس جونيور البرازيلي، وإعادة شراء المهاجم ماريانو دياز من ليون الفرنسي.

وكما اتفقنا بأن المدرب يحتاج للوقت لتقييم التجربة خصوصًا مع تطبيق أفكار جديدة مختلفة عن ما كان يتعود عليه اللاعبين في السنوات الماضية تحت قيادة زيدان تحديدًا، بالإضافة إلى سعيه للوصول للحل لهجوم الفريق بدون رونالدو، ولكن في نفس الوقت فإن هناك بعض البوادر والقرارات التي من الممكن أن تشير إلى نجاح أو فشل هذه التجربة.

ومن خلال المباريات التي خاضها ريال مدريد حتى الآن، سواء في التحضيرات أو السوبر الأوروبي ومن بعده الدوري ثم دوري أبطال أوروبا، نجد أن بعض القرارات التي يقوم بها لوبوتيجي تثبت بأنه ليس بالمدرب القادر على قيادة الحقبة الجديدة للنادي الملكي، وهو ما سنحاول استعراضه في النقاط البسيطة التالية:

1- الاعتماد على الضغط العالي والدفاع المتقدم:

من أبرز الأفكار الواضحة والسياسات التي يحاول لوبوتيجي تطبيقها مع ريال مدريد ونجح فيها بنسبة كبيرة هو اعتماد النادي على الاستحواذ لأطول فترة ممكنة على الكرة، وهو ما لم يقم به زيدان في السنوات الماضية، حيث كان يسعى زيدان للوصول إلى مرمى الخصم بأكثر الطرق وأقل عدد ممكن من التمريرات، ولكن لوبو يسعى دائمًا أن تكون الكرة في أقدام لاعبيه، مهما كان الأسلوب الذي يتبعه الخصم، سواء بالضغط أو التكتل الدفاعي.

ويعتمد أيضًا لوبوتيجي على الضغط العالي الذي يقوم به خط الهجوم والدفاع في ريال مدريد، وذلك في محاولة من أجل استعادة الكرة في أسرع عدد من الدقائق من الخصم، وفي حالة قطع الكرة عن طريق الضغط العالي، هذا يعطي فرصة للفريق لاستغلال الثغرات التي تظهر في دفاع الخصم بسبب ذلك.

ولكن مع اعتماد لوبوتيجي على الضغط العالي، نجد أنه دائمًا ما يعطي تعليمات لخط الدفاع بقيادة راموس وفاران، بالتقدم لما يقارب وسط الملعب، ويكون غرض لوبوتيجي من ذلك هو تضييق المساحة التي يقوم بالخصم فيها بنقل الكرة بوسط الملعب، وبالتالي يعطي فرصة أكبر لفريقه بقطع الكرة، ولكن للأسف تقدم خط الدفاع يظهر المساحات الكبيرة في خط دفاع ريال مدريد.

فعلى سبيل المثال نجد أنه أيام زيدان كان الأزمة الأكبر في خط الدفاع هو تقدم مارسيلو الدائم والمساحة التي يتركها خلفه، ومع تهور راموس يصبح الوصول لمرمى ريال مدريد سهل، واستمر الأمر مع لوبوتيجي بالنسبة لمارسيلو وراموس، ولكن مع الضغط العالي وتقدم الدفاع، تصبح المساحة أكبر بين الخط الدفاعي وبين حارس المرمى، وبالتالي إذا امتلك الخصم لاعب سريع لاستغلال المساحة خلف مارسيلو، وتمرير كرة طويلة في هذه المساحة، يصبح الوصول لمرمى ريال مدريد أسهل وأسهل، وهو ما رأيناه في مباراة اشبيليه التي انتهت بثلاثية نظيفة للنادي الأندلسي، والاستغلال الواضح لهذه النقطة في جهة مارسيلو تحديدًا.

هذه الطريقة تحتاج دائمًا أن يقوم الفريق بالضغط العالي، سواء من الخط الهجومي أو خط الوسط، وفي حالة قلة تركيز أحد اللاعبين في الضغط أو قلة تركيز أحد لاعبي الدفاع، تنهار المنظومة بالكامل ويصبح الفريق هشًا جدًا دفاعيًا.

وعلى الرغم من ظهور هذه النقطة منذ بداية الموسم، إلا أن لوبوتيجي يصر على استخدام نفس الأسلوب، وفي بعض الأحيان يقوم بتغيير مارسيلو ونزول ناتشو كما فعل أمام جيرونا، وهو ما يقلل من المساحات في هذه الجبهة، ولكن تظل المساحة بين خط الدفاع وحارس المرمى كبيرة.

2- غياب الحلول والاعتماد على طريقة زيدان:

من أبرز الانتقادات التي تم توجيهها إلى ريال مدريد في فترة زين الدين زيدان، هو عدم وجود أسلوب واضح لريال مدريد في الهجوم، ولكنها في نفس الوقت كانت ميزة مهمة للنادي الملكي، حيث كان من الصعب على الخصم خاصة لو كان أحد الفرق الكبيرة، أن يقوم بقراءة أفكار زيدان، ولكن أبرز نقطة كما أشرنا من قبل، هو أن زيدان كان يعتمد على الوصول إلى مرمى الخصم بأقل عدد من التمريرات، وأقل عدد من الدقائق.

وعندما تغيب الحلول الهجومية عن زيدان، كان يلجأ للسلاح الأهم، وهو الاعتماد على العرضيات من الأطراف، واستغلال سرعة كارفخال ومارسيلو واتقان الثنائي على إرسال الكرات العرضية الدقيقة، لواحد من أهم اللاعبين الذين كانوا يتحركون في منطقة الجزاء وهو كريستيانو رونالدو، وبمساعدة بنزيما وبيل تصبح المهمة سهلة لوصول أحد هذه العرضيات للثنائي.

ومع تواجد لوبوتيجي وتطبيق فكرة الاستحواذ والحفاظ على الكرة لأطول فترة ممكنة، توقع الكثير أن يجد ريال مدريد العديد من الحلول الهجومية، خاصة أن الفريق اصبح لا يعتمد على لاعب واحد مثل رونالدو، ولكن في تصريحات جميع اللاعبين أكدت أنهم أصبحوا يشعرون براحة كبيرة بسبب الاعتماد على الفريق ككل وليس لاعب واحد، ولكن العكس هو ما حدث، النادي يستحوذ بدون أي فائدة، وتصل نسبة الاستحواذ إلى 70% أو 80% ولكن بدون خطورة كبيرة على مرمى المنافس.

وبالتالي يلجأ الفريق إلى تحويل الكرة إلى الأطراف والاعتماد على العرضيات، ومع تواجد بيل على أحد الأطراف كثيرًا وقليلًا في منطقة الجزاء، وهروب بنزيما المعتاد خارج منطقة الجزاء، يصبح من السهل على دفاع أي خصم إخراج الكرة لأن اسينسيو لا يجيد ضربات الرأس، وحتى لو تواجد بنزيما تصبح هناك كثافة دفاعية على مهاجم واحد أو اثنين، ومن القليل أن نجد ريال مدريد يمتلك أفضلية داخل منطقة الجزاء، وذلك في حالة تواجد بنزيما وبيل معًا.

3- قرارات غير مفهومة في التغييرات:

النقطة السابقة ترشدنا إلى النقطة الثالثة في خطط لوبوتيجي، وتحديدًا القرارات الخاطئة أو غير المفهومة التي يأخذها سواء في بداية المباريات أو التغييرات التي يقوم بها من أجل تعويض لاعب مصاب أو تعديل أسلوب معين اثناء سير المباراة.

ومن أبرز هذه الأخطاء، وهو اعتماده على بيل بشكل كبير على الأطراف وتحديدًا الجناح الأيمن، ويعطيه حرية الحركة في الدخول إلى منطقة الجزاء أو الحركة على الخط، وبما أن بيل يحاول الهروب من الرقابة، فإنه لا يدخل منطقة الجزاء إلا فيما ندر، وعلى الرغم من ذلك فإن اللاعب يحاول التحرك كثيرًا بما يستطيع، ومع عدم ظهور بيل في منطقة الجزاء، وتواجد بنزيما خارجها كام هو معتاد في السنوات الأخيرة، يصر لوبوتيجي الاعتماد على العرضيات كما أشرنا.

يقوم الفريق بالاستحواذ على الكرة في وسط الملعب ولا يجد حلول الاختراق من العمق، ويضطر إلى اللعب على الأطراف والعرضيات غير المجدية إلى نادرًا.

من ضمن القرارت الخاطئة أيضًا مثل تغيير سيبايوس بدلًا من بيل في الديربي الأخير أمام أتلتيكو مدريد، نعم الظروف كانت عكس تفكير لوبو، والحقيقة يجب أن تقال بأن سيبايوس أعطى سيطرة كبيرة لوسط الملعب بالإضافة إلى تألق اللاعب نفسه، إلا أن غياب العمق الهجومي كان واضحًا في الشوط الثاني.

فبنزيما يهرب على الأطراف، واسينسيو دائمًا على الأطراف، و وسط الملعب كان مزدحم بالرباعي مودريتش وكروس وكاسيميرو بالإضافة إلى سيبايوس، فكان دفاع أتلتيكو مدريد في حالة راحة كبيرة، إلا في بعض الحالات التي ظهرت بفضل خبرة اللاعبين في التحرك.

وحتى عندما قرر التغيير قام بسحب مودريتش والدفع بفاسكيز من أجل فتح مساحات الملعب على الأطراف أكثر، وهو ما لم يحتاجه ريال مدريد، ولكن لوبوتيجي أراد تخفيف الزحمة في وسط الملعب، ثم قام بالدفع بالشاب بفينسوس جونيور بدلًا من بنزيما، وأعطى له تعليمات باللعب في مركز الجناح الأيسر، لينتهي تمامًا وجود أي عمق هجومي لريـال مدريد فأصبح الفريق مثل الجسد بدون رأس.

4- كيف يتعامل لوبوتيجي مع فينسوس جونيور:

قام ريـال مدريد بالتوقيع مع أحد اللاعبين الذي توقع لهم الكثير أن يكون موهبة برازيلية جديدة متفجرة في الملاعب الأوروبية وهو فينسوس جونيور، ولكن لوبوتيجي قرر وقتها عدم الاستعجال بالدفع في اللاعب مع الفريق الأول، وضمه للفريق الرديف حتى يتعود على الأجواء الأوروبية، وعلى الرغم من رغبة الجماهير في رؤية اللاعب، إلا أن رأي لوبوتيجي وجد شعور من الارتياح لدى الكثير، وذلك حتى لا يخسر ريال مدريد موهبة قادمة.

ولكن لوبوتيجي فاجأ الجميع في الديربي الأخير أمام أتلتيكو مدريد، بالدفع باللاعب في الدقائق الأخيرة، على الرغم من رغبة الفريق في إحراز هدف الفوز وخطف الصدارة من برشلونة، وهو لا يجب أن نضع حمل كبير على اللاعب بأنه لم يظهر بالشكل المطلوب، أولًا لعدد الدقائق القليلة التي حصل عليها، ثم للأجواء الصعبة على اي لاعب جديد، خاصة عندما يكون شاب.

وكان من الأفضل أن يقوم لوبوتيجي في هذه المباراة الدفع بماريانو دياز الذي يمتلك خبرة أكبر من جونيور، كما أنه كان سيخدم مصالح الفريق في العمق الهجومي الذي أشرنا إليه في النقطة السابقة بعد خروج بنزيما، وحتى منذ خروج جاريث بيل بين الشوطين.

وبالتالي قرار لوبوتيجي بالحفاظ على فينسوس جونيور من الدفع به مبكرًا ثم فجأة نجده حل في مباراة صعبة على الفريق بالكامل والمطلوب منه أن يحدث الفارق، ومع قرار الاحتفاظ بماريانو دياز على مقاعد البدلاء، وهو الحل الوحيد من أجل إصلاح غياب عمق الهجومي لريـال مدريد.

نجد أن قرارات هذا الرجل قد تنبأ بفشل التجربة قبل بدايتها مع ريال مدريد، حيث يبدو أن الرجل لا يدرك حجم الفريق أو المكان المسئول عن إدارته، ولكن مازال الوقت ممكنًا لإصلاح الأخطاء وتداركها قبل فوات الأوان، خاصة أن برشلونة مازال يعطي فرصة تلو الأخرى لريـال مدريد من أجل المنافسة على الدوري.

اقرأ أيضا

بعد رفض تجديد عقده مع أرسنال.. رامسي متحمس للعب تحت قيادة كلوب

رقم سلبي يُطارد سواريز قبل موقعة "ويمبلي" بدوري الأبطال

حمل تطبيق سعودي الآن